إختيار جنس الجنين (ولد أو بنت) لأسباب طبية

إختيار جنس الجنين

من جيلٍ إلى جيل، يَتناقلُ الناس طُرقًا للتحكم في جنس الجنين. مُعظم هذه الطُرق لا أساس لها من الصحة أَوْ لا يُوجد أدلة علمية كافية لدعمها.

لإختيار جنس الجنين، يقومُ الأطباء أَوَّلاً بتحديد جنس الأجنة من خلال تقنية التشخيص الوراثي قبل الزرع (PGD). بعد ذلك، يتم زرع الجنين ذُو الجنس المطلوب في رحم الزوجة.

هُناك إمكانيّة طبيّة أُخرى، وهي فصل الحيوانات المنوية الذكرية عن الأنثوية ثُمَّ إستخدام العينة الغنية بالحيوانات المنوية المطلوبة في عمليات التلقيح. تُوجد عِدَّة طُرق لفرز الحيوانات المنوية، لكِنَّ MicroSort أكثرها دقة وفعَّالية.

إتصل بالدكتور إسكندر بن علية عبر الهاتف، واتساب أو فايبر

504 090 24 216+

فرز الحيوانات المنوية (Sperm sorting)

الجنين ناتج من إتحاد حيوان منوي قد يحمل الكروموسوم (X) أو (Y)، مع بويضة تحمل دائمًا الكروموسوم (X).

  1. إذا لُقِّحت البويضة بحيوان منوي يحمل كروموسوم الأنوثة (X)، يَكُون الجنين أُنثى (XX).
  2. إذا لُقِّحت البويضة بحيوان منوي يحمل كروموسوم الذكورة (Y)، يَكُون الجنين ذكرًا (XY).

تَعتمِدُ طُرُق فرز الحيوانات المنوية على فصل الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسوم (X) عن تلك التي تحمل الكروموسوم (Y). يحتوي الحيوان المنوي الأنثوي على نسبة من الحمض النووي (DNA) تزيد ب 2.8% عن الحيوان المنوي الذكري. بناءً على ذلك، يُمكن لِ MicroSort تحديد الحيوان المنوي الذي يحمل الكروموسوم الأنثوي (X) وتفريقه عن الحيوان المنوي الذي يحمل كروموسوم الذكورة (Y).

تبدأ طريقة MicroSort بغسل الحيوانات المنوية لإزالة الشوائب والحيوانات المنوية غير المتحركة. بعد ذلك، يقوم أخصائي التحاليل الطبية بإضافة صبغة فلورية خاصة ترتبط بالحمض النووي داخل خلية الحيوان المنوي. لإحتوائه على نسبة أعلى من المادة الوراثية، يَمتصُّ الحيوان المنوي الأنثوي كمية أكبر من الصبغة مقارنة بنظيره الذكري. نتيجةً لذلك، عند التَعرُّض لشعاع الليزر أثناء قياس التدفق الخلوي، يُصدر الحيوان المنوي الأنثوي إشارة فلورية أقوى من نظيره الذكري. يستخدم جهاز مقياس التدفق الخلوي (Flow Cytometer) برنامج حاسوب لتحديد الحيوانات المنوية (X) و(Y) بناءً على شدة الإشارة الفلورية المنبعثة من كل حيوان منوي.

يتم فرز الحيوانات المنوية إلى مجموعتين: مجموعة تحمل الكروموسوم X (لإنجاب الإناث)، ومجموعة تحمل الكروموسوم Y (لإنجاب الذكور). في مرحلة أخيرة، يتم إستخدام الحيوانات المنوية التي يختارها الزوجان في عمليات التلقيح الإصطناعي داخل الرحم، طفل الأنبوب أو الحقن المجهري لتحقيق الحمل بالجنس المطلوب.

سَجَّلت طريقة MicroSort نِسَب نجاح تصل إلى 90% عند إختيار الحمل بجنين أنثى و70-80% عندما يكون الهدف هو الحمل بجنين ذكر. طريقة MicroSort غير مُرخَّصة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA). لا تَتوفَّرُ هذه الطريقة إلاَّ في المكسيك، ماليزيا، اليابان، شمال قبرص، كمبوديا، تايلاندا ونيجيريا.

تحديد جنس الجنين بإستخدام التشخيص الوراثي قبل الزرع (PGD)

يُوفِّرُ التشخيص الوراثي قبل الزرع (PGD) مسحًا جينِيًّا مُبكِّرًا للجنين قبل زرعه في الرحم. يلجأ الأزواج إلى تقنية ال PGD للحمل بجنين صحي خالٍ من الأمراض الوراثية. أثناء دراسة الخلايا الجنينِيَّة، يُمكن للطبيب تحديد (مَعرِفَة) جنس الجنين بدقة تصل إلى 99%.

يتم إستخدام التشخيص الوراثي للأجنة (PGD) كجزء من عمليات طفل الأنبوب والحقن المجهري. في اليوم (3) أو (5) بعد الإخصاب، يقوم فني المختبر بأخذ خزعة صغيرة من كل جنين، لا يُؤثر ذلك على النُمو الطبيعي للأجنة. يُمكن إجراء إختبارات ال PGD بطُرق مُختلفة مثل التهجين الموضعي المتألق، التهجين الجيني المقارن، تسلسل الجيل التالي، تسلسل الجيل الثالث أو تسلسل الجيل الرابع. يَكُون إختيار الطريقة التي سَتُدرَسُ بها الخلايا الجنينية وفقًا للمُشكلة الوراثية التي سيتم التحقيق فيها.

التهجين الموضعي المتألق (FISH)

يعتمد التهجين الموضعي المتألق على إستخدام مجسات فلورية خاصة لفحص الجنس وعدد محدود من الكروموسومات. تحتاج طريقة FISH إلى معرفة مسبقة بالمنطقة التي سيتم فحصها، قد تكون مناسبةً للحالات البسيطة أو عندما تكون السرعة مطلوبة.

بعد 3 أيام من الإخصاب، يتم عمل خزعة لسحب خلية واحدة من كل جنين. عند سحب عينات الخلايا يتمّ وضعها في أنابيب تحليل خاصّة وإرسالها لمختبر الوراثة. يُمكن أن تظهر نتائج التشخيص الوراثي قبل الزرع بإستتخدام طريقة FISH بعد 24 ساعة من بدء التحليل، مِمَّا يسمح بزرع الأجنة في نفس الدورة دون الحاجة إلى تجميدها.

تحديد وإختيار جنس الجنين بإستخدام تقنية التشخيص الوراثي للأجنة قبل الزرع.

التهجين الجيني المقارن (CGH array)

التهجين الجيني المقارن أكثر شمولية من FISH، فهو يُوفّرُ مسحًا شاملاً لِكُلِّ كروموسومات الجنين، بما في ذلك الكروموسومات الجنسية. تُقارن طريقة CGH ARRAY بين المادة الوراثية من الجنين وعينة مرجعية للحمض النووي، وتستطيع الكشف عن مجموعة واسعة من الإختلالات الجينية دون الحاجة إلى معرفة مسبقة بالمناطق المتأثرة. التهجين الجيني المقارن مثالي لفحص الأجنة في حالات العقم غير المبرر أو حالات الإجهاض المتكرر.

في مرحلة تَكَوُّن الكيسة الأريمية (اليوم الخامس بعد الإخصاب)، تنقسم الخلايا الجنينية إلى نوعين: الخلايا التي سوف تُشكّل الجنين والخلايا التي سوف تُشكّل المشيمة. يتم شفط عدد قليل من خلايا المشيمة وإرسالها لمختبر الوراثة. يتم تجميد الأجنة بعد الخزعة مباشرة وذلك لأنَّ التهجين الجيني المقارن عادةً ما يستغرق ما بين 5 إلى 7 أيام للحصول على النتائج. تتم الزراعة لاحقًا في دورة أخرى.

تسلسل الجيل التالي (NGS)

يُمكن أن يفحص تسلسل الجيل التالي الجينوم بالكامل أو يستهدف مناطق محددة، أحدث ظُهورُه تأثيرًا تَحوُلِيًّا هائلاً في علم الجينوم والطب والبيولوجيا. يقطع جهاز NGS الجزيئات الطويلة من الحمض النووي إلى قراءات قصيرة، ويتم تضخيم العينة للحصول على تسلسل دقيق. تُقارَنُ النتائج مع الجينوم المرجعي لتحديد ما إذا كان الجنين سليمًا وراثيًّا أو يحمل أي إضطرابات. يكشف تسلسل الجيل التالي الطفرات الجينية الصغيرة التي قد لا تُكتَشَفُ بإستخدام طُرقٍ أخرى مثل FISH أو CGH Array.

تقنيًّا، يتم تطبيق إختبار NGS على أجنة الكيسة الأريمية بنفس طريقة CGH array. يتم تجميد الأجنة بعد الخزعة مباشرة لإنتظار نتائج الإختبار التي تستغرق عادةً ما بين 7 إلى 14 يومًا.

تسلسل الجيل الثالث (TGS)

يعتمد الجيل الثالث على قراءة تسلسل الحمض النووي مباشرةً كجزيئات طويلة دون تقطيع، مع تقليل أو عدم الحاجة إلى التضخيم. تُعتبر طريقة TGS خيارًا قويًّا عندما تكون هناك حاجة لتحليل مناطق معقدة أو طفرات هيكلية يصعب تحديدها بإستخدام NGS.

تُؤخذ عينة صغيرة من خلايا الجنين في اليوم الخامس من الإخصاب (خلال مرحلة الكيسة الأريمية) للحصول على المادة الوراثية (DNA). تجميد الأجنة هو إجراء ضروري لضمان الحفاظ عليها أثناء إنتظار نتائج الإختبار الجيني. بمجرد ظهور النتائج التي تكون عادةً جاهزة خلال 5 إلى 8 أيام بعد أخذ العينة، يتم إختيار جنين (أو أكثر) سليم جينيًّا ومن الجنس المطلوب لنقله إلى رحم الزوجة في دورة لاحقة.

تسلسل الجيل الرابع (Fourth-Generation DNA Sequencing)

يُعدُّ الجيل الرابع قفزة نوعية في تحليل الحمض النووي بفضل دمج التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الإصطناعي، المجسات النانوية (Nanopore Sensors) والأنظمة الميكروية (Microfluidics). يسمح جهاز الجيل الرابع بقراءة سلاسل الحمض النووي الطويلة بشكل مباشر، دون الحاجة إلى تضخيم المادة الوراثية، ومع التقليل من إستهلاك المواد الكيميائية.

تسلسل الجيل الرابع أسرع وأكثر دقة من الجيل الثالث، يُسهِّل مُعالجة وتحليل البيانات المعقدة، ويُحسن التعرف على الطفرات الجينية النادرة أو الدقيقة. تجميد الأجنة إجراء ضروري أثناء إنتظار نتائج الإختبار لضمان سلامة الأجنة وإستمرارية العمل دون ضغوط زمنية. يتم النقل في دورة لاحقة.

يَمنعُ القانون التونسي إختيار جنس الجنين إلاَّ إذا كان الهدف مِنهُ تَفادِي إنتقال أمراض وراثية مُعيَّنة تُصيب جنسًا دون الآخر. مثلاً، يُؤثِّر مرض ضُمور العضلات على الذكور فقط. إذا كان أحد الوالدين حاملاً لهذا المرض، يتم زرع الأجنة المؤنثة فقط.
للمزيد من المعلومات حول تحديد وإختيار جنس الجنين، يُمكن التواصل مباشرة مع الدكتور إسكندر بن علية عبر الجوال، فايبر أو واتساب.
إقرأ أيضاً: الحقن المجهري الفسيولوجي – موقع واب الدكتور إسكندر بن علية.