يُشاع عن تكيسات المبيض أنَّها تمنع الحمل نهائيًّا، وأنَّ المُصابات بها غير قادرات على الحمل بشكل طبيعي، والحقيقة أنَّه يُوجد أنواع معينة من التكيسات قد يُصاحبها نُقص في الخُصوبة وتُؤدِّي في بعض الأحيان إلى العقم، ولكن هناك أنواع أخرى لا تُؤثِّر عادةً على الخُصوبة.

تكيسات المبيض المُؤثِّرَة على الحمل

من بين تكيسات المبيض التي يُمكنها التأثير على خُصوبة المرأة، نذكر:

متلازمة المبيض متعدد الكيسات (Polycystic ovary syndrome)

يتَّصِفُ تكيس المبيض (PCOS) بوجود أكياس صغيرة، مملوءة بسوائل، داخل المبيض أو على حافته الخارجية. يُمكن أن تتَسبَّبَ المتلازمة في عدم إنتظام دورة الحيض أو إنقطاعها، الأمرُ الذي قد يُؤثر سلبًا على فُرص الحمل لدى بعض النساء المُصابات بالمرض. (للمزيد من المعلومات، إقرأ: تكيس المبايض (PCOS) – موقع واب الدكتور إسكندر بن علية).

تأثير الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات على الحمل.

كيسات بطانة الرحم المبيضية (Ovarian endometriomas)

عندما تصلُ آفات الإنتباذ البطاني الرحمي إلى المبيض، قد تَتَكَوَّنُ أكياس، مملوءة بسوائل، تُعيق التبويض والحمل. يُشَارُ إلى الحالة أيضًا بإسم الأورام البطانية الرحمية أو أكياس الشوكولاتة. (للمزيد من المعلومات، إقرأ: بطانة الرحم المهاجرة – موقع واب الدكتور إسكندر بن علية).

تأثير الإصابة بالورم البطاني الرحمي على الحمل.

تكيسات المبيض التي لا تُؤثِّرُ على الحمل

من بين التكيسات التي لا تُؤثِّر على الصحة الإنجابية للمرأة وقدرتها على الحمل، ما يلي:

كيسات المبيض الوظيفية (Functional cysts)

تتكوَّنُ الكيسات الوظيفية أثناء الدورة الشهرية الطبيعية، قلَّما تترافق بأعراض، وغالبًا ما تنصرف تلقائيًّا أو علاجيًّا. لا تُؤثِّر هذه الكيسات على الخُصوبة، ولها 3 أنواع:

  1. الكيس الجُريبي (Follicle cyst): يظهرُ الكيس الجُريبي عندما يستمرُّ جُريب غير مُتمزِّق في إفراز السائل الجريبي (لم تحدث الإباضة). مُعظم الكيسات الجُريبية تَزولُ من تلقاء نفسها في غضون بضعة أشهر دُون علاج، لكنها قد تتمزَّق أو تَنفَتِلُ أحيانًا مُسبِّبَةً ألمًاً شديدًا.
  2. كيس الجسم الأصفر (Corpus luteum cyst): يَتَكوَّنُ الجسم الأصفر بعد تَمَزُّق الجريب وإطلاقه للبويضة. أحيانًا يفشل الجسم الأصفر في التَحَلُّل، وتَتَجمَّعُ على نحو شاذٍ السوائل داخلهُ مُسبِّبَةً كيس الجسم الأصفر. تختفي مُعظم كيسات الجسم الأصفر وحدها في غُضون بضعة أشهر، لكِنَّها يُمكن أن تَتَمزَّقَ، فتنتشِرُ سوائل إلى تجويف البطن، والذي بدوره يُسبِّبُ ألمًا حادًّا.
  3. الكيس اللوتيني القريبي (Theca lutein cyst): يَنتُجُ من التحريض المُفرَط للمبيض بموجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (β-hCG). لا يَحدُثُ عادةً أثناء الحمل الطبيعي، إنَّمَا تلعبُ الأدوية المُحرِّضَة للإباضة دورًا مُهِمًّا في تشكُّلِه. هو أقل الكيسات الوظيفية شُيوعاً، عادةً ما يَتكوَّن أكثر من كيس، تَتَراجع تلقائيًّا بعد عِدَّة أشهر.

الكيسة الجلدانية (Dermoid cyst)

تُعرف الكيسة الجلدانية أيضًا بالورم المسخي الناضج، تَتَكوَّنُ من خلايا جنينية، وقد تكُونُ ثنائية الجانب في 11% من الحالات. بدلاً من السوائل، تحتوي الكيسات الجلدانية الصلبة بداخلها على أجزاء من الأنسجة البشرية، مثل الجلد أو الشعر أو حتى الأسنان. يُمكن أن تُصبح هذه الكيسات كبيرة وتُحَرِّكَ المبيض خارج موضعه، ويُؤدِّي هذا إلى زيادة إحتمالات إلتواء المبيض. المُعالجة تكون جراحية.

الورم الغدي الكيسي (Cystadenoma)

وهو غالبًا ورم غير سرطاني (حميد)، يَنشأُ من الأنسجة التي تُشكِّل الطبقة الخارجية للمبيض. تمتلئ الأورام الغدية الكيسية بسائلٍ مائي أو مُخاطي، لذلك تُصنَّفُ إلى أورام غدية كيسية مصلية (تنمو لحجم معتدل فقط) أو مُخاطيَّة (يُمكن أن تنمو لحجم كبير جدَّا). يجب العمل على إزالة الأورام الغدية الكيسية جراحيًّا.